৪১৬

পরিচ্ছেদঃ

৪১৬। চীন দেশে গিয়ে হলেও তোমরা জ্ঞান অন্বেষণ কর।

হাদীসটি বাতিল।

এটি ইবনু আদী (২/২০৭), আবু নুয়াইম “আখবারু আসবাহান” গ্রন্থে (২/১০৬), ইবনু আল্লিক নাইসাপুরী “আল-ফাওয়াইদ” গ্রন্থে (২/২৪১), আবুল কাসেম কুশায়রী "আল-আরবায়ীন" গ্রন্থে (২/১৫১), আল-খাতীব “আত-তারীখ” গ্রন্থে (৯/৩৬৪) এবং “কিতাবুর রেহলা” গ্রন্থে (১/২), বাইহাকী “আল-মাদখাল” গ্রন্থে (২৪১/৩২৪), ইবনু আদিল বার “জামেউ বায়ানিল ইলম” গ্রন্থে (১/৭-৮) এবং যিয়া মাকদেসী “আল-মুনতাকা....” গ্রন্থে (১/২৮) বর্ণনা করেছেন। তারা সকলে হাসান ইবনু আতিয়া সূত্রে আবূ আতিকা তুরায়ীফ ইবনু সুলায়মান হতে বর্ণনা করেছেন।

ইবনু আদী বলেনঃ “ولو بالصين’’ ’চীন দেশে গিয়ে হলেও এ কথাটি হাসান ইবনু আতিয়া ছাড়া অন্য কেউ বর্ণনা করেছেন বলে জানি না। এমনটিই বলেছেন আল-খাতীব ও হাকিম।

এ হাদীসটির সমস্যা হচ্ছে এ আবু আতিকা। তিনি সকলের ঐক্যমতে দুর্বল। উকায়লী তার সম্পর্কে বলেছেনঃ তিনি নিতান্তই দুর্বল। বুখারী বলেনঃ তিনি মুনকারুল হাদীস। নাসাঈ বলেনঃ তিনি নির্ভরযোগ্য নন। আবু হাতিম বলেনঃ তিনি যাহেবুল হাদীস, যেমনভাবে তিনি তার পিতা হতে (২/১/৪৯৪) বর্ণনা করেছেন। করেছেন। ইবনু কুদামাহ “আল-মুনতাখাব” গ্রন্থে (১০/১৯৯/১) দাওরী হতে নকল করে বলেছেন, তিনি বলেনঃ আমি ইয়াহইয়া ইবনু মা’ঈনকে আবু আতিকা সম্পর্কে জিজ্ঞাসা করেছিলাম, তিনি তাকে চিনেননি।

ইমাম আহমাদ এ হাদীসটিকে কঠোর ভাষায় ইনকার করেছেন।

ইবনুল জাওয়ী “আল-মাওযুআত” গ্রন্থে (১/২১৫) হাদীসটি উল্লেখ করে বলেছেনঃ ইবনু হিব্বান বলেনঃ হাদীসটি বাতিল, এটির কোন ভিত্তি নেই। সাখাবী “মাকাসীদুল হাসানা” গ্রন্থে তা সমর্থন (পৃ. ৬৩) করেছেন।

সুয়ূতী “আল-লাআলী” গ্রন্থে (১/১৯৩) তার সমালোচনা করে যা বলেছেন, তার সার সংক্ষেপ হচ্ছে এই যে, হাদীসটির আরো দুটি সূত্র রয়েছেঃ

১। একটির সনদে রয়েছেন ইয়াকুব ইবনু ইসহাক ইবনে ইবরাহীম আসকালানী ... । যেটি ইবনু আবদিল বার বর্ণনা করেছেন। এ ইয়াকুব সম্পর্কে যাহাবী বলেনঃ তিনি মিথ্যুক।

২। দ্বিতীয়টি আহমাদ ইবনু আবদিল্লাহ যুওয়াইবারীর সূত্র হতে...। সুয়ূতী নিজে বলেছেনঃ যুওয়াইবার (হাদীস) জলিকারী। অতএব তার সমালোচনা করার কোন যৌক্তিকতা নেই।

اطلبوا العلم ولو بالصين
باطل

-

رواه ابن عدي (207 / 2) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 106) وابن عليك النيسابوري في " الفوائد " (241 / 2) وأبو القاسم القشيري في " الأربعين " (151 / 2) والخطيب في " التاريخ " (9 / 364) وفي " كتاب الرحلة " (1 / 2) والبيهقي في " المدخل " (241 / 324) وابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (1 / 7 - 8) والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (28 / 1) كلهم من طريق الحسن بن عطية حدثنا أبو عاتكة طريف بن سلمان عن أنس مرفوعا، وزادوا جميعا: " فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم " وقال ابن عدي: وقوله: ولوبالصين، ما أعلم يرويه غير الحسن بن عطية
وكذا قال الخطيب في " تاريخه " ومن قبله الحاكم كما نقله عنه ابن المحب ومن خطه على هامش " الفوائد " نقلت، وفي ذلك نظر فقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (196) عن حماد بن خالد الخياط قال: حدثنا طريف بن سليمان به، وقال: ولا يحفظ " ولو بالصين " إلا عن أبي عاتكة، وهو متروك الحديث و" فريضة على
كل مسلم " الرواية فيها لين أيضا متقاربة في الضعف
فآفة الحديث أبو عاتكة هذا وهو متفق على تضعيفه، بل ضعفه جدا العقيلي كما رأيت والبخاري بقوله: منكر الحديث، والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم
ذاهب الحديث، كما رواه ابنه عنه (2 / 1 / 494) وذكره السليماني فيمن عرف بوضع الحديث، وذكر ابن قدامة في " المنتخب " (10 / 199 / 1) عن الدوري أنه قال: وسألت يحيى بن معين عن أبي عاتكة هذا فلم يعرفه، وعن المروزي أن أبا عبد الله يعني الإمام أحمد ذكر له هذا الحديث؟ فأنكره إنكارا شديدا
قلت: وقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1 / 215) وقال: قال ابن حبان: باطل لا أصل له وأقره السخاوي في " المقاصد " (ص 63) ، أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " (1 / 193) بما حاصله: أن له طريقين آخرين
أحدهما من رواية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني بسنده عن الزهري عن أنس مرفوعا به، رواه ابن عبد البر، ويعقوب هذا قال الذهبي: كذاب، ثم ذكر أنه روى بإسناد صحيح، من حفظ على أمتي أربعين حديثا وهذا باطل
والآخر: من طريق أحمد بن عبد الله الجويباري بسنده عن أبي هريرة مرفوعا، الشطر الأول منه فقط، قال السيوطي: والجويباري وضاع
قلت: فتبين أن تعقبه لابن الجوزي ليس بشيء
وقال في " التعقبات على الموضوعات " (ص 4)
" أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق أبي عاتكة وقال: متن مشهور وإسناد ضعيف، وأبو عاتكة من رجال الترمذي ولم يجرح بكذب ولا تهمة، وقد وجدت له متابعا عن أنس، أخرجه أبو يعلى وابن عبد البر في " العلم " من طريق كثير بن شنظير عن ابن سيرين عن أنس، وأخرجه ابن عبد البر أيضا من طريق عبيد بن محمد الفريابي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس
ونصفه الثاني، أخرجه ابن ماجه، وله طريق كثيرة عن أنس يصل مجموعها إلى مرتبة الحسن، قاله الحافظ المزي، وأورده البيهقي في " الشعب " من أربع طرق عن أنس، ومن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما
ولنا عليه تعقبات
أولا: لينظر فيما نقله عن البيهقي هل يعني النصف الأول من الحديث أعني " اطلبوا العلم ولوبالصين " أم النصف الثاني فإن هذا هو المشهور وفيه أورد السخاوي قول البيهقي المذكور لا في النصف الأول وعليه يدل كلامه في " المدخل " (242 - 243) ثم تأكدت من ذلك بعد طبع " الشعب " (2 / 254 - 255)
ثانيا: قوله: إن أبا عاتكة لم يجرح بكذب يخالف ما سبق عن السليماني، بل وعن النسائي إذ قال " ليس بثقة " لأنه يتضمن تجريحه بذلك كما لا يخفى
ثالثا: رجعت إلى رواية كثير بن شنظير هذه في " جامع ابن عبد البر " (ص 9) فلم أجد فيها النصف الأول من الحديث، وإنما هي بالنصف الثاني فقط مثل رواية ابن ماجه، وأظن أن رواية أبي يعلى مثلها ليس فيها النصف الأول، إذ لوكان كما ذكر السيوطي لأوردها الهيثمي في " المجمع " ولم يفعل
رابعا: رواية الزهري عن أنس عند ابن عبد البر فيها عبيد بن محمد الفريابي ولم أعرفه، وقد أشار إلى جهالته السيوطي بنقله السند مبتدءا به، ولكنه أو هم بذلك أن الطريق إليه سالم، وليس كذلك بل فيه ذاك الكذاب كما سبق
ثم وجدت ترجمة الفريابي هذا عند ابن أبي حاتم (2 / 2 / 335) بسماع أبيه منه
وذكره ابن حبان في " الثقات " (8 / 406) وقال: مستقيم
الحديث فالآفة من يعقوب
خامسا: قوله: وله طرق كثيرة ... يعني بذلك النصف الثاني من الحديث كما هو ظاهر من كلامه، وقد فهم منه المناوي أنه عنى الحديث كله! فقد قال في شرحه إياه بعد أن نقل إبطال ابن حبان إياه وحكم ابن الجوزي بوضعه
ونوزع بقول المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن: ويقول الذهبي في " تلخيص الواهيات ": روى من عدة طرق واهية وبعضها صالح
وهذا وهم من المناوي رحمه الله فإنما عنى المزي رحمه الله النصف الثاني كما هو ظاهر كلام السيوطي المتقدم، وهو الذي عناه الذهبي فيما نقله المناوي عن " التلخيص "، لا شك في ذلك ولا ريب
وخلاصة القول: إن هذا الحديث بشطره الأول، الحق فيه ما قاله ابن حبان وابن الجوزي، إذ ليس له طريق يصلح للاعتضاد به
وأما الشطر الثاني فيحتمل أن يرتقي إلى درجة الحسن كما قال المزي، فإن له طرقا كثيرة جدا عن أنس، وقد جمعت أنا منها حتى الآن ثمانية طرق، وروى عن جماعة من الصحابة غير أنس منهم ابن عمر وأبو سعيد وابن عباس وابن مسعود وعلي، وأنا في صدد جمع بقية طرقه لدراستها والنظر فيها حتى أتمكن من الحكم عليه بما يستحق من صحة أو حسن أو ضعف
ثم درستها وأو صلتها إلى نحو العشرين في " تخريج مشكلة الفقر " (48 - 62) وجزمت بحسنه
واعلم أن هذا الحديث مما سود به أحد مشايخ الشمال في سوريا كتابه الذي أسماه بغير حق " تعاليم الإسلام " فإنه كتاب محشوبالمسائل الغريبة والآراء الباطلة التي لا تصدر من عالم، وليس هذا فقط، بل فيه كثير جدا من الأحاديث الواهية والموضوعة، وحسبك دليلا على ذلك أنه جزم بنسبة هذا الحديث الباطل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثانى حديث من الأحاديث التي أوردها في " فضل العلم " من أول كتابه (ص 3) وغالبها ضعيفة، وفيها غير هذا من الموضوعات كحديث " خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها فقهاؤها " وهذا مع كونه حديثا باطلا كما سبق تحقيقه برقم (367) فقد أخطأ المؤلف أو من نقله عنه في روايته، فإن لفظه: " رحماؤها " بدل فقهاؤها
ومن الأحاديث الموضوعة فيه ما أورده في (ص 236) " صلاة بعمامة أفضل من خمس وعشرين ... و" إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة " وقد تقدم الكلام عليهما برقم (127 و159)
ومنها حديث " المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون " (ص 4 منه) وسيأتي بيان وضعه برقم (782) إن شاء الله تعالى
ومن غرائب هذا المؤلف أنه لا يعزو الأحاديث التي يذكرها إلى مصادرها من كتب الحديث المعروفة، وهذا مما لا يجوز في العلم، لأن أقل الرواية عزو الحديث إلى مصدره، ولقد استنكرت ذلك منه في أول الأمر، فلما رأيته يعزي أحيانا ويفترى في ذلك، هان علي ما كنت استنكرته من قبل! فانظر إليه مثلا في الصفحة (247) حيث يقول
روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كتب هذا الدعاء وجعله بين صدر الميت وكفنه لم ينله عذاب القبر (!) ولم ير منكرا ولا نكيرا (!) وهو هذا ... "، ثم ذكر الدعاء
فهذا الحديث لم يروه الترمذي ولا غيره من أصحاب الكتب الستة ولا الستين! إذ لا يعقل أن يروي مثل هذا الحديث الموضوع الظاهر البطلان إلا من لم يشم رائحة الحديث ولومرة واحدة في عمره
وفي الصفحة التي قبل التي أشرنا إليها قوله: في " صحيح مسلم " قال صلى الله عليه وسلم: من غسل ميتا وكتم عليه غفر الله له أربعين سيئة
فهذا ليس في " صحيح مسلم " ولا في شيء من الكتب، وإنما رواه الحاكم فقط والبيهقي بلفظ: أربعين مرة
فهذا قل من جل مما في هذا الكتاب من الأحاديث الموضوعة والتخريجات التي لا أصل لها، ويعلم الله أنني عثرت عليها دون تقصد، ولو أنني قرأت الكتاب من أوله إلى آخره قاصدا بيان ما فيه من المنكرات لجاء كتابا أكبر من كتابه! وإلى الله المشتكى
وأما ما فيه من المسائل الفقهية المستنكرة فكثيرة أيضا، وليس هذا مجال القول في ذلك، وإنما أكتفي بمثالين فقط، قال (ص 36) في صدد بيان آداب الاغتسال
وأن يصلى ركعتين بعد خروجه سنة الخروج من الحمام
وهذه السنة لا أصل لها البتة في شيء من كتب السنة حتى التي تروى الموضوعات
ولا أعلم أحدا من الأئمة المجتهدين قال بها
وقال (ص 252 - 253)
لا بأس بالتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يعني جهرا قدام الجنازة، لأنه صار شعارا للميت، وفي تركه ازدراء به، وتعرض للتكلم فيه وفي ورثته، ولوقيل بوجوبه لم يبعد
وهذا مع كونه من البدع المحدثة التي لا أصل لها في السنة فلم يقل بها أحد من الأئمة أيضا، وإنى لأعجب أشد العجب من هؤلاء المتأخرين الذين يحرمون على طالب العلم أن يتبع الحديث الصحيح بحجة أن المذهب على خلافه، ثم يجتهدون هم فيها لا مجال للاجتهاد فيه لأنه خلاف السنة وخلاف ما قال الأئمة أيضا الذين يزعمون تقليدهم، وايم الله إني لأكاد أميل إلى الأخذ بقول من يقول من المتأخرين بسد باب الاجتهاد حين أرى مثل هذه الاجتهادات التي لا يدل عليها دليل شرعى ولا تقليد لإمام! فإن هؤلاء المقلدين إن اجتهدوا كان خطؤهم أكثر من إصابتهم، وإفسادهم أكثر من إصلاحهم، والله المستعان.
وإليك مثالا ثالثا هو أخطر من المثالين السابقين لتضمنه الاحتيال على استحلال ما حرمه الله ورسوله، بل هو من الكبائر بإجماع الأمة ألا وهو الربا! قال ذلك المسكين (ص 321)
" إذا نذر المقترض مالا معينا لمقرضه ما دام دينه أو شيء منه صح نذره، بأن يقول: لله علي ما دام المبلغ المذكور أو شيء منه في ذمتي أن أعطيك كل شهر أو كل سنة كذا
ومعنى ذلك أنه يحلل للمقترض أن يأخذ فائدة مسماه كل شهر أو كل سنة من المستقرض إلى أن يوفي إليه دينه، ولكنه ليس باسم ربا، بل باسم نذر يجب الوفاء به وهو قربة عنده! ! فهل رأيت أيها القاريء تلاعبا بأحكام الشريعة واحتيالا على حرمات الله مثلما فعل هذا الرجل المتعالم؟ أما أنا فما أعلم يفعل مثله أحد إلا أن يكون اليهود الذين عرفوا بذلك منذ القديم، وما قصة احتيالهم على صيد السمك يوم السبت ببعيدة عن ذهن القاريء، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم عليهم الشحم جملوه، أي ذوبوه، ثم باعوه وأكلوا ثمنه "! رواه الشيخان في " صحيحيهما " وهو مخرج في " الإرواء " (1290) بل إن ما فعله اليهود دون ما أتى به هذا المتمشيخ، فإن أولئك وإن استحلوا ما حرم الله، فإن هذا شاركهم في ذلك وزاد عليهم أنه يتقرب إلى الله باستحلال ما حرم الله!! بطريق النذر
ولا أدري هل بلغ مسامع هذا الرجل أم لا قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود، فترتكبوا محارم الله بأدنى الحيل " رواه ابن بطة في " جزء الخلع وإبطال الحيل " وإسناده جيد كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (2 / 257) وغيره في غيره، والذي أعتقده في أمثاله أنه سواء عليه أبلغه هذا الحديث أولا، لأنه ما دام قد سد على نفسه باب الاهتداء بالقرآن والسنة والتفقه بهما استغناء منه عنهما بحثالات آراء المتأخرين كمثل هذا الرأي الذي استحل به ما حرم الله، والذي أظن أنه ليس من مبتكراته! فلا فائدة ترجي له من هذا الحديث وأمثاله مما صح عنه صلى الله عليه وسلم وهذا يقال فيما لوفرض فيه الإخلاص وعدم اتباع الهو ى نسأل الله السلامة
ومع أن هذا هو مبلغ علم المؤلف المذكور فإنه مع ذلك مغرور بنفسه معجب بعلمه، فاسمع إليه يصف رسالة له في هذا الكتاب (ص 58) : " فإنها جمعت فأوعت كل شيء (!) لا مثيل لها في هذا الزمان، ولم يسمع الزمان بها حتى الآن، فجاءت آية في تنظيمها وتنسيقها وكثرة مسائلها واستنباطها، ففيها من المسائل ما لا يوجد في المجلدات، فظهرت لعالم الوجود عروسا حسناء، بعد جهو د جبارة وأتعاب سنين كثيرة، ومراجعات مجلدات كثيرة وكتب عديدة، فهي الوحيدة في بابها والزبدة في لبابها، تسر الناظرين وتشرح صدر العالمين
ولا يستحق هذا الكلام الركيك في بنائه العريض في مرامه أن يعلق عليه بشيء، ولكني تساءلت في نفسي فقلت: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الذين يمدحون غيرهم " احثوا في وجوه المداحين التراب " فماذا يقول فيمن يمدح نفسه وبما ليس فيه؟ فاللهم عرفنا بنفوسنا وخلقنا بأخلاق نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم
هذه كلمة وجيزة أحببت أن أقولها حول هذا الكتاب " تعاليم الإسلام " بمناسبة هذا الحديث الباطل نصحا مني لإخواني المسلمين حتى يكونوا على بصيرة منه إذا ما وقع تحت أيديهم، والله يقول الحق ويهدى السبيل

اطلبوا العلم ولو بالصين باطل - رواه ابن عدي (207 / 2) وابو نعيم في " اخبار اصبهان " (2 / 106) وابن عليك النيسابوري في " الفواىد " (241 / 2) وابو القاسم القشيري في " الاربعين " (151 / 2) والخطيب في " التاريخ " (9 / 364) وفي " كتاب الرحلة " (1 / 2) والبيهقي في " المدخل " (241 / 324) وابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (1 / 7 - 8) والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (28 / 1) كلهم من طريق الحسن بن عطية حدثنا ابو عاتكة طريف بن سلمان عن انس مرفوعا، وزادوا جميعا: " فان طلب العلم فريضة على كل مسلم " وقال ابن عدي: وقوله: ولوبالصين، ما اعلم يرويه غير الحسن بن عطية وكذا قال الخطيب في " تاريخه " ومن قبله الحاكم كما نقله عنه ابن المحب ومن خطه على هامش " الفواىد " نقلت، وفي ذلك نظر فقد اخرجه العقيلي في " الضعفاء " (196) عن حماد بن خالد الخياط قال: حدثنا طريف بن سليمان به، وقال: ولا يحفظ " ولو بالصين " الا عن ابي عاتكة، وهو متروك الحديث و" فريضة على كل مسلم " الرواية فيها لين ايضا متقاربة في الضعف فافة الحديث ابو عاتكة هذا وهو متفق على تضعيفه، بل ضعفه جدا العقيلي كما رايت والبخاري بقوله: منكر الحديث، والنساىي: ليس بثقة، وقال ابو حاتم ذاهب الحديث، كما رواه ابنه عنه (2 / 1 / 494) وذكره السليماني فيمن عرف بوضع الحديث، وذكر ابن قدامة في " المنتخب " (10 / 199 / 1) عن الدوري انه قال: وسالت يحيى بن معين عن ابي عاتكة هذا فلم يعرفه، وعن المروزي ان ابا عبد الله يعني الامام احمد ذكر له هذا الحديث؟ فانكره انكارا شديدا قلت: وقد اورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1 / 215) وقال: قال ابن حبان: باطل لا اصل له واقره السخاوي في " المقاصد " (ص 63) ، اما السيوطي فتعقبه في " اللاليء " (1 / 193) بما حاصله: ان له طريقين اخرين احدهما من رواية يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم العسقلاني بسنده عن الزهري عن انس مرفوعا به، رواه ابن عبد البر، ويعقوب هذا قال الذهبي: كذاب، ثم ذكر انه روى باسناد صحيح، من حفظ على امتي اربعين حديثا وهذا باطل والاخر: من طريق احمد بن عبد الله الجويباري بسنده عن ابي هريرة مرفوعا، الشطر الاول منه فقط، قال السيوطي: والجويباري وضاع قلت: فتبين ان تعقبه لابن الجوزي ليس بشيء وقال في " التعقبات على الموضوعات " (ص 4) " اخرجه البيهقي في " شعب الايمان " من طريق ابي عاتكة وقال: متن مشهور واسناد ضعيف، وابو عاتكة من رجال الترمذي ولم يجرح بكذب ولا تهمة، وقد وجدت له متابعا عن انس، اخرجه ابو يعلى وابن عبد البر في " العلم " من طريق كثير بن شنظير عن ابن سيرين عن انس، واخرجه ابن عبد البر ايضا من طريق عبيد بن محمد الفريابي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن انس ونصفه الثاني، اخرجه ابن ماجه، وله طريق كثيرة عن انس يصل مجموعها الى مرتبة الحسن، قاله الحافظ المزي، واورده البيهقي في " الشعب " من اربع طرق عن انس، ومن حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنهما ولنا عليه تعقبات اولا: لينظر فيما نقله عن البيهقي هل يعني النصف الاول من الحديث اعني " اطلبوا العلم ولوبالصين " ام النصف الثاني فان هذا هو المشهور وفيه اورد السخاوي قول البيهقي المذكور لا في النصف الاول وعليه يدل كلامه في " المدخل " (242 - 243) ثم تاكدت من ذلك بعد طبع " الشعب " (2 / 254 - 255) ثانيا: قوله: ان ابا عاتكة لم يجرح بكذب يخالف ما سبق عن السليماني، بل وعن النساىي اذ قال " ليس بثقة " لانه يتضمن تجريحه بذلك كما لا يخفى ثالثا: رجعت الى رواية كثير بن شنظير هذه في " جامع ابن عبد البر " (ص 9) فلم اجد فيها النصف الاول من الحديث، وانما هي بالنصف الثاني فقط مثل رواية ابن ماجه، واظن ان رواية ابي يعلى مثلها ليس فيها النصف الاول، اذ لوكان كما ذكر السيوطي لاوردها الهيثمي في " المجمع " ولم يفعل رابعا: رواية الزهري عن انس عند ابن عبد البر فيها عبيد بن محمد الفريابي ولم اعرفه، وقد اشار الى جهالته السيوطي بنقله السند مبتدءا به، ولكنه او هم بذلك ان الطريق اليه سالم، وليس كذلك بل فيه ذاك الكذاب كما سبق ثم وجدت ترجمة الفريابي هذا عند ابن ابي حاتم (2 / 2 / 335) بسماع ابيه منه وذكره ابن حبان في " الثقات " (8 / 406) وقال: مستقيم الحديث فالافة من يعقوب خامسا: قوله: وله طرق كثيرة ... يعني بذلك النصف الثاني من الحديث كما هو ظاهر من كلامه، وقد فهم منه المناوي انه عنى الحديث كله! فقد قال في شرحه اياه بعد ان نقل ابطال ابن حبان اياه وحكم ابن الجوزي بوضعه ونوزع بقول المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها الى الحسن: ويقول الذهبي في " تلخيص الواهيات ": روى من عدة طرق واهية وبعضها صالح وهذا وهم من المناوي رحمه الله فانما عنى المزي رحمه الله النصف الثاني كما هو ظاهر كلام السيوطي المتقدم، وهو الذي عناه الذهبي فيما نقله المناوي عن " التلخيص "، لا شك في ذلك ولا ريب وخلاصة القول: ان هذا الحديث بشطره الاول، الحق فيه ما قاله ابن حبان وابن الجوزي، اذ ليس له طريق يصلح للاعتضاد به واما الشطر الثاني فيحتمل ان يرتقي الى درجة الحسن كما قال المزي، فان له طرقا كثيرة جدا عن انس، وقد جمعت انا منها حتى الان ثمانية طرق، وروى عن جماعة من الصحابة غير انس منهم ابن عمر وابو سعيد وابن عباس وابن مسعود وعلي، وانا في صدد جمع بقية طرقه لدراستها والنظر فيها حتى اتمكن من الحكم عليه بما يستحق من صحة او حسن او ضعف ثم درستها واو صلتها الى نحو العشرين في " تخريج مشكلة الفقر " (48 - 62) وجزمت بحسنه واعلم ان هذا الحديث مما سود به احد مشايخ الشمال في سوريا كتابه الذي اسماه بغير حق " تعاليم الاسلام " فانه كتاب محشوبالمساىل الغريبة والاراء الباطلة التي لا تصدر من عالم، وليس هذا فقط، بل فيه كثير جدا من الاحاديث الواهية والموضوعة، وحسبك دليلا على ذلك انه جزم بنسبة هذا الحديث الباطل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثانى حديث من الاحاديث التي اوردها في " فضل العلم " من اول كتابه (ص 3) وغالبها ضعيفة، وفيها غير هذا من الموضوعات كحديث " خيار امتي علماوها، وخيار علماىها فقهاوها " وهذا مع كونه حديثا باطلا كما سبق تحقيقه برقم (367) فقد اخطا المولف او من نقله عنه في روايته، فان لفظه: " رحماوها " بدل فقهاوها ومن الاحاديث الموضوعة فيه ما اورده في (ص 236) " صلاة بعمامة افضل من خمس وعشرين ... و" ان الله وملاىكته يصلون على اصحاب العماىم يوم الجمعة " وقد تقدم الكلام عليهما برقم (127 و159) ومنها حديث " المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون " (ص 4 منه) وسياتي بيان وضعه برقم (782) ان شاء الله تعالى ومن غراىب هذا المولف انه لا يعزو الاحاديث التي يذكرها الى مصادرها من كتب الحديث المعروفة، وهذا مما لا يجوز في العلم، لان اقل الرواية عزو الحديث الى مصدره، ولقد استنكرت ذلك منه في اول الامر، فلما رايته يعزي احيانا ويفترى في ذلك، هان علي ما كنت استنكرته من قبل! فانظر اليه مثلا في الصفحة (247) حيث يقول روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: من كتب هذا الدعاء وجعله بين صدر الميت وكفنه لم ينله عذاب القبر (!) ولم ير منكرا ولا نكيرا (!) وهو هذا ... "، ثم ذكر الدعاء فهذا الحديث لم يروه الترمذي ولا غيره من اصحاب الكتب الستة ولا الستين! اذ لا يعقل ان يروي مثل هذا الحديث الموضوع الظاهر البطلان الا من لم يشم راىحة الحديث ولومرة واحدة في عمره وفي الصفحة التي قبل التي اشرنا اليها قوله: في " صحيح مسلم " قال صلى الله عليه وسلم: من غسل ميتا وكتم عليه غفر الله له اربعين سيىة فهذا ليس في " صحيح مسلم " ولا في شيء من الكتب، وانما رواه الحاكم فقط والبيهقي بلفظ: اربعين مرة فهذا قل من جل مما في هذا الكتاب من الاحاديث الموضوعة والتخريجات التي لا اصل لها، ويعلم الله انني عثرت عليها دون تقصد، ولو انني قرات الكتاب من اوله الى اخره قاصدا بيان ما فيه من المنكرات لجاء كتابا اكبر من كتابه! والى الله المشتكى واما ما فيه من المساىل الفقهية المستنكرة فكثيرة ايضا، وليس هذا مجال القول في ذلك، وانما اكتفي بمثالين فقط، قال (ص 36) في صدد بيان اداب الاغتسال وان يصلى ركعتين بعد خروجه سنة الخروج من الحمام وهذه السنة لا اصل لها البتة في شيء من كتب السنة حتى التي تروى الموضوعات ولا اعلم احدا من الاىمة المجتهدين قال بها وقال (ص 252 - 253) لا باس بالتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يعني جهرا قدام الجنازة، لانه صار شعارا للميت، وفي تركه ازدراء به، وتعرض للتكلم فيه وفي ورثته، ولوقيل بوجوبه لم يبعد وهذا مع كونه من البدع المحدثة التي لا اصل لها في السنة فلم يقل بها احد من الاىمة ايضا، وانى لاعجب اشد العجب من هولاء المتاخرين الذين يحرمون على طالب العلم ان يتبع الحديث الصحيح بحجة ان المذهب على خلافه، ثم يجتهدون هم فيها لا مجال للاجتهاد فيه لانه خلاف السنة وخلاف ما قال الاىمة ايضا الذين يزعمون تقليدهم، وايم الله اني لاكاد اميل الى الاخذ بقول من يقول من المتاخرين بسد باب الاجتهاد حين ارى مثل هذه الاجتهادات التي لا يدل عليها دليل شرعى ولا تقليد لامام! فان هولاء المقلدين ان اجتهدوا كان خطوهم اكثر من اصابتهم، وافسادهم اكثر من اصلاحهم، والله المستعان. واليك مثالا ثالثا هو اخطر من المثالين السابقين لتضمنه الاحتيال على استحلال ما حرمه الله ورسوله، بل هو من الكباىر باجماع الامة الا وهو الربا! قال ذلك المسكين (ص 321) " اذا نذر المقترض مالا معينا لمقرضه ما دام دينه او شيء منه صح نذره، بان يقول: لله علي ما دام المبلغ المذكور او شيء منه في ذمتي ان اعطيك كل شهر او كل سنة كذا ومعنى ذلك انه يحلل للمقترض ان ياخذ فاىدة مسماه كل شهر او كل سنة من المستقرض الى ان يوفي اليه دينه، ولكنه ليس باسم ربا، بل باسم نذر يجب الوفاء به وهو قربة عنده! ! فهل رايت ايها القاريء تلاعبا باحكام الشريعة واحتيالا على حرمات الله مثلما فعل هذا الرجل المتعالم؟ اما انا فما اعلم يفعل مثله احد الا ان يكون اليهود الذين عرفوا بذلك منذ القديم، وما قصة احتيالهم على صيد السمك يوم السبت ببعيدة عن ذهن القاريء، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " قاتل الله اليهود، ان الله لما حرم عليهم الشحم جملوه، اي ذوبوه، ثم باعوه واكلوا ثمنه "! رواه الشيخان في " صحيحيهما " وهو مخرج في " الارواء " (1290) بل ان ما فعله اليهود دون ما اتى به هذا المتمشيخ، فان اولىك وان استحلوا ما حرم الله، فان هذا شاركهم في ذلك وزاد عليهم انه يتقرب الى الله باستحلال ما حرم الله!! بطريق النذر ولا ادري هل بلغ مسامع هذا الرجل ام لا قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود، فترتكبوا محارم الله بادنى الحيل " رواه ابن بطة في " جزء الخلع وابطال الحيل " واسناده جيد كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (2 / 257) وغيره في غيره، والذي اعتقده في امثاله انه سواء عليه ابلغه هذا الحديث اولا، لانه ما دام قد سد على نفسه باب الاهتداء بالقران والسنة والتفقه بهما استغناء منه عنهما بحثالات اراء المتاخرين كمثل هذا الراي الذي استحل به ما حرم الله، والذي اظن انه ليس من مبتكراته! فلا فاىدة ترجي له من هذا الحديث وامثاله مما صح عنه صلى الله عليه وسلم وهذا يقال فيما لوفرض فيه الاخلاص وعدم اتباع الهو ى نسال الله السلامة ومع ان هذا هو مبلغ علم المولف المذكور فانه مع ذلك مغرور بنفسه معجب بعلمه، فاسمع اليه يصف رسالة له في هذا الكتاب (ص 58) : " فانها جمعت فاوعت كل شيء (!) لا مثيل لها في هذا الزمان، ولم يسمع الزمان بها حتى الان، فجاءت اية في تنظيمها وتنسيقها وكثرة مساىلها واستنباطها، ففيها من المساىل ما لا يوجد في المجلدات، فظهرت لعالم الوجود عروسا حسناء، بعد جهو د جبارة واتعاب سنين كثيرة، ومراجعات مجلدات كثيرة وكتب عديدة، فهي الوحيدة في بابها والزبدة في لبابها، تسر الناظرين وتشرح صدر العالمين ولا يستحق هذا الكلام الركيك في بناىه العريض في مرامه ان يعلق عليه بشيء، ولكني تساءلت في نفسي فقلت: اذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الذين يمدحون غيرهم " احثوا في وجوه المداحين التراب " فماذا يقول فيمن يمدح نفسه وبما ليس فيه؟ فاللهم عرفنا بنفوسنا وخلقنا باخلاق نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم هذه كلمة وجيزة احببت ان اقولها حول هذا الكتاب " تعاليم الاسلام " بمناسبة هذا الحديث الباطل نصحا مني لاخواني المسلمين حتى يكونوا على بصيرة منه اذا ما وقع تحت ايديهم، والله يقول الحق ويهدى السبيل
হাদিসের মানঃ জাল (Fake)
পুনঃনিরীক্ষণঃ